هشاشة الدولة والتوظيف السياسوي للإرهاب – أبو يعرب المرزوقي

هشاشة الدولة
والتوظيف السياسوي للإرهاب

أبو يعرب المرزوقي

تونس في 12 . 02 . 1437 – 25 . 11 . 2015


Abou Yaareb thumbnail10887995_1525505701060696_441681945_n


لتحميل المقال أو قراءته في صيغة و-ن-م pdf إضغط على العنوان أو الرابط أسفل النص




قد يبدو للكثير أني أكتب القليل على ما يحدث في تونس وخاصة الأحداث الخطرة والخطيرة كضربة الامس ضد الحرس الرئاسي وفي الحقيقه ضد الرئيس.
لكني أكتب عليها مباشرة وضمن ما أكتبه على الإقليم للترابط الوثيق.

وفي الحقيقة فقد كتبت أكثر من اللازم بالنسبة إلى من يريد أن يفهم الإشارات البينة:

  • ففي رسالتي المفتوحة الأولى نبهت إلى جنس ما حدث أمس.
  • وقبل ذلك فسرت جل ما كان يقع في الشعانبي إلى جنيسه.
  • وفي رسالتي الثانية -وهي مثلها وإن لم توجه إلى الرئيس مباشرة- حددت بالعبارة ولم أكتف بالإشارة إلى أن الخطر يتمثل في الوصول إلى مرحلة انقسام الأجهزة تبعا لانقسام القوى السياسية المتصارعة.
  • وسبق أن بينت أن الإرهاب وإن كان ظاهرة عالمية فهو في الأوضاع السياسية الهشة يتضاعف بسبب تحوله إلى أداة سياسية بيد الأطراف في مناورات سياسوية خطرة.

جملة وحيدة هي في آن نصيحة وموقف:
إذا كان الرئيس ما يزال بيده سلطان على جهازي الأمن والجيش فهذه فرصته لضرب هذا الوجه من المناورة السياسوية الموظفة للإرهاب حتى تتفرغ الدولة له في حد ذاته.

وما أظنه يجهل مكامن هذا التوظيف أو أصحابها:
وهما صنفان متصل بالدولة العميقة

  • ماضيها
  • ومحاولات مستانفيها.

وإذا فوت هذه الفرصة فإن البلاد مقدمة على ما لا تحمد عقباه:

لعلهم يريدون 7 نوفمبر ثانية لكنها دامية.
فإذا لم يبادر الخيرون أو من بقي منهم في أجهزة السيادة لإنقاذ البلاد من المناورين بخطة مدنية لا انقلابية فإن توظيف الإرهاب لن يتوقف ولن تستطيع الدولة مقاومة ظاهرته.

ذلك أن تونس اليوم في علاقتها بما يسمى الإرهاب تعاني من الأمرين على أشدهما خاصة والكثير بات يخاف من نجاح تونس إذا دام:

  1. ظاهرة الإرهاب كغيرها من بلدان العالم
  2. ثم توظيفة في معركتين.
    • الأولى ضد النهضة
    • والثانية ضد من يريد إخراج تونس من الحرب الأهلية التي عاشتها ستة عقود.

وهذه الثانية هي التي تجري بين شقي النداء وهي ستزداد احتداما بقدر تراخي الرئاسة في الحسم:
ذلك أن أداة الحكم المدني الوحيدة التي بيده هي حزبه والقاعدة الشعبية التي يمثلها.

في مثل هذه الحالات فإن ما يسمى”ضرورة سلامة الدولة-Raison d’Etat” تفرض استسناح الفرص لتحقيق هدف أكبر من خلال استغلالها حتى دون صلة مباشرة بها.

العلاج يتعلق بسببي الهشاشة

  • أولا في الأساس المدني للحكم -الحزب والقوى السياسية-
  • وثانيا في اساسه الجهازي -الأمن والدفاع-

فلا تخاض الحرب الا بهما.

لا أتصور رجلا محنكا مثل الرئيس الذي مارس الحكم لمدة نصف قرن يخفى عنه أن ضرب حرسه يعني توجيه رسالة له مفادها: لست في مأمن منا فاحذر.

والمعلوم أن مضمون الرسالة يحدد طبيعة المرسل لأن من يطلب راس الرئيس حاليا لا يمكن أن يكون الرئيس جاهلا به ولست بحاجة لرسم الجواب.

لكن المرسل يبدو لي قد تعجل الحسم لأن ضرب حرس الرئاسة يعني إثارة خصم ليس سهلا ولا مما يمكن أن يسكت على فقدان رجاله بهذه الطريقة البشعة:
فهذا أفضل جهاز أمن وهو لا يمكن أن يسكت على الإهانة فضلا عن الواجب الوطني.

لذلك فإني بحق صرت أكثر خوفا على البلاد من احتدام معركة الأجهزة بسبب التوظيف السياسوي للإرهاب.

لكن ما باليد حيلة:
فظني أن المسؤولين يعتمدون على خبراء يزيدون الطين بلة فهم يضاعفون الهشاشة.


هشاشة الدولة
والتوظيف السياسوي للإرهاب

أبو يعرب المرزوقي

http://wp.me/a4ZS3x-KV


يرجى تثبيت الخطوط
أندلس Andalus و أحد SC_OUHOUD
ونوال MO_Nawel ودبي SC_DUBAI
واليرموك SC_ALYERMOOK وشرجح SC_SHARJAH
وصقال مجلة Sakkal Majalla وعربي تقليدي Traditional Arabic
بالإمكان التوجه إلى موقع تحميل الخطوط العربية
http://www.arfonts.net/


رأي واحد حول “هشاشة الدولة والتوظيف السياسوي للإرهاب – أبو يعرب المرزوقي

أضف تعليق